عدم مراعاة طبيعة المرأة

سادساً: عدم مراعاة طبيعة المرأة الخاصة، إن المرأة خلقت بتكوين خاص، وتركيب أنثوي يختلف عن الرجل في جوانب كثيرة، فلها جانب عاطفي -مثلاً- يتطلب مراعاةً في الكلام الذي يقال لها، والحديث الذي يوجه إليها، والتعامل الذي تبدأ به، فلابد من مراعاة ذلك، ولابد من مراعاة طبيعة المرأة الخاصة في نوع العمل الذي توجه إليه، ليكون متلائماً مع طبيعتها.

ومن الظلم لها أن تُلْقى المرأة في مجال عمل لا يناسبها ولا يلائم طبيعتها، بل يجور على أنوثتها، ويغير من تكوينها وطبيعتها وما جبلها الله تعالى عليه.

ومن الظلم الذي يقع -أحياناً- الإثقال على المرأة بالأوقات التي تقضيها خارج المنزل في أعمال طويلة عريضة، تبدأ ولا تنتهي، فتأوي المرأة إلى منزلها وهى مرهقة منهكة، لا وقت لديها للقيام بحقوق الزوج، ولا للقيام بحقوق الأولاد، وقبل ذلك كله القيام بحقوق الله تعالى من طاعته وعبادته وذكره واستغفاره، وإنما تكون مجهدة منهكة، وربما تسبب هذا في مشاكل زوجية، وفي أضرار تربوية، وإنما الجور حينئذٍ من المجتمع الذي أصبح يعامل المرأة كما يعامل الرجل سواءً بسواءٍ.

إننا ونحن نجد اليوم الكثير من بناتنا وفتياتنا قعيدات البيوت بعد التخرج بلا عمل، وبالمقابل نجد الأخريات يعملن دواماً كاملاً، فلماذا لا يفكر -مثلاً- في تقسيم العمل بين هؤلاء وهؤلاء، أو توزيعه بطريقة أخرى، تضمن أن يكون الجميع عنده قدر من المشاركة، وفي نفس الوقت قدر من الفراغ للقيام بحقوق الله تعالى، ثم القيام بحقوق الزوج والأولاد والمنزل وغير ذلك؟! ومثل ذلك الجور على المرأة في الأماكن التي تعمل بها أو تعين بها، سواء كانت موظفة أو معلمة أو غير ذلك، فإنها بحاجة إلى مراعاة كونها امرأة، لا تستقل بنفسها في ذهاب ولا إياب، ولا سفر ولا إقامة، ولا غير ذلك.

ومثل ذلك الجور في أسلوب معاملتها من الزوج، الذي يريد أن يكون كل شيء منها كما يحب، وينسى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم الواردة في الصحيحين: {استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها} إن كونك تنتظر من المرأة أن تلبي جميع مطالبك، وتكون لك دائماً وأبداً كما تريد وكما تحب إنه طلب المحال، والذي يطلب المحال لا شك يبوء بالفشل.

ومثل ذلك المعاملة أيضاً من الإخوة أو الوالدين أو الأقارب، فلابد أن تكون المعاملة بالرفق: {رفقاً بالقوارير} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015