احتقار جنس المرأة

أولاً: احتقار جنس المرأة، فالبعض يزدرون المرأة ولا يرون لها قيمة في ذاتها، وينظرون إليها شزراً، فهي في تكوين هذا الرجل وعقليته مخلوق من الدرجة الثالثة أو الرابعة وينسى {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب:35] وينسى {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [آل عمران:195] وينسى: {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات:13] وينسى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء:1] فالأصل واحد والطبيعة متشابهة، وهن شقائق الرجال كما نطق الرسول صلى الله عليه وسلم.

من ذلك الاحتقار: الخجل من التصريح باسم المرأة واعتبار ذكر اسمها عيباً يُستحيا منه، والله تعالى سمى لنا في القرآن الكريم مريم في مواضع، بل يوجد في القرآن الكريم سورة اسمها سورة مريم، إضافة إلى سورتين أخريين سورة النساء الكبرى والصغرى، {ورسول الله صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيح- مشى مع امرأة، فمشى بعض أصحابه، فقال: على رسلكم إنها صفية} .

ويعرف طلاب المدرسة الابتدائية أسماء زوجات النبي عليه الصلاة والسلام {طرقت امرأة واستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام لـ بلال: من؟ قال: يا رسول الله، إنها زينب قال: أي الزيانب؟ قال: امرأة عبد الله بن مسعود} إذاً ذكر اسمها، ويعرفها بلال، ورسول الله يعرف اسمها، ويعرف مجموعة من الزيانب أيضاً، فيسأل أيتهن بالضبط المرأة المستأذنة! والرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لنا آسية امرأة فرعون وأنها من النساء الكوامل، {كمل من الرجال كثير، وكمل من النساء أربع، وذكر منهن رسول الله صلى الله عليه وسلم - آسية - امرأة فرعون التي قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11] وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد} صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي الله عنها: {دخلت عليه فاطمة وهو في مرض موته، فسارها بشيء فبكت، ثم سارها بشيء فضحكت، فلما مات سألتها عائشة -كما في الصحيحين- فقالت لها: ماذا قال لك؟ قالت: أخبرني أنه يموت في مرضه ذاك فبكيت، وأخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت لذلك} وفي رواية {أخبرني أنني أول أهله لحوقاً به فضحكت لذلك} وكلا الحالتين والخبرين صحيح.

إذاً لا بأس أن تُعرف المرأة ويُعرف اسمها، ولا بأس أيضاً أن يكني الإنسان عن المرأة بغير اسمها، فيقول مثلاً: أهلي بدلاً من أن يقول: فلانة أو زوجتي، لا مانع أن يقول: أهلي، والله تعالى قال عن موسى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ * قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً} [القصص:28-29] {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ} [طه:132] إلى غير ذلك، لكن هذا تجنباً لذكر المرأة باسمها، ولا تعيُّباً لذلك ولا إنكاراً له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015