Qهل حفظ القرآن الكريم شرط لتحصيل العلم؟
صلى الله عليه وسلم القرآن هو أساس العلم وأصله، كما قال الله عز وجل: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49] فوصف الذين حفظوا القرآن وكان القرآن في صدورهم أنهم من الذين أوتوا العلم، ولذلك فإن العمل على حفظ القرآن من الأشياء التي ينبغي أن يأخذ طالب العلم بها نفسه، نحن لا نقول هذا شرط لتحصيل العلم، فليس هناك ما يدل على هذا، بل إننا نعلم من حياة السلف أن منهم من كان لديه علم يشار إليه بالبنان، ولم يكن حافظاً للقرآن كله، لكن من أراد أن يحفظ العلم، فعليه أن يبدأ بحفظ القرآن الكريم، ولا تعارض بين حفظ القرآن وبين طلب العلوم الأخرى كالحديث والفقه والأصول وغيرها، بل على الإنسان أن يجعل له وقتاً يحفظ فيه القرآن، كأن يحفظ في اليوم وجهاً أو وجهين أو ثلاثة، بحسب ما يتيسر له، المهم أن يلتزم بمقدار من حفظ القرآن الكريم لا يتخلف عنه أبداً، ويجعل له وقتاً لحفظ السنة وطلب العلم؛ بحيث أنه بعد ثلاث سنوات أو أربع سنوات، يجد نفسه قد حفظ كتاب الله، وحصل جزءاً طيباً من العلوم.
أما من يقول: أريد أن أتوفر على حفظ القرآن فقط دون غيره فهذا يختلف، بعض الناس قد يكون عنده جودة وسرعة في الحفظ، حتى أن منهم من حفظ القرآن في شهر، ومنهم من حفظ القرآن في شهرين، فهذا لا بأس أن يتفرغ شهراً أو شهرين ليحفظ القرآن كاملاً، لكن غالب الناس لا يستطيع حفظ القرآن إلا على الأقل في حولين كاملين، فمثل هذا من العسير أن يقال له: تفرغ حولين كاملين لحفظ القرآن، اللهم إلا أن يكون الإنسان لا يستطيع إلا ذلك، أو مشغول في أمور أخرى، وكل حالة تقدر بقدرها، لكن ينبغي أن يكون حفظ القرآن هو الأمر الأول في أساسيات طالب العلم.