الوقفة الخامسة: قد صنف العلماء في الأدعية كتباً خاصة، كما أفردوا لها أبواباً وكتباً ضمن مصنفات السنة النبوية، فـ البخاري -مثلاً- جعل كتاباً خاصاً اسمه "كتاب الدعوات" ومسلم "باب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار"، والنسائي "كتاب الاستعاذة" وجعل فيه ما يزيد على خمسٍ وستين باباً: باب الاستعاذة من قلبٍ لا يخشع باب الاستعاذة من شر السمع والبصر باب الاستعاذة من الجبن من البخل من الهم من الحزن من المأثم من المغرم من العجز والذلة والقلة من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق إلى غير ذلك.
هذه الهتافات الحارة الموروثة عن سيد المتعبدين صلى الله عليه وسلم، كان يستعيذ بالله تعالى من شر ذلك كله، وهي تعبر عن أهمية الدعاء في حياة المسلم، وأنه ينبغي للإنسان أن يجعل الدعاء زاده ورفيقه وألا يقلل من شأنه: أتهزأ بالدعاء وتزدريه ولا تدري بما صنع الدعاءُ سهام الليل لا تخطي ولكن لها أجلٌ وللأجل انقضاءُ