مثل ذلك مسألة الحب في الله والمؤاخاة، فيها أبواب وفصول، وأحاديث عظام جليلة، تدل على فضل المحبة في الله حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: {قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتباذلين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ} وقال: {أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله} إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة، ومع ذلك تجد أن البعض يغفلون عن هذا المعنى العظيم، وهذا الأصل الأصيل الذي هو أصل الولاء للمؤمنين، ويتعللون على ترك حقوق الأخوة وترك المودة والزيارة، والهشاشة والبشاشة بأوهى العلل.
فمثلاً: اختلاف المناهج الدعوية أو اختلاف الشيوخ الذين يتلقى عنهم، فلانٌ عن فلان، أو اختلاف القبائل أو البلدان، أو اختلاف الاجتهادات، كثيراً ما تكون سبباً في نوعٍ من المهاجرة والمباعدة، وتكبر في القلوب، وتمتلئ الصدور والنفوس؛ حتى يلقى المسلم بل يلقى الداعية أخاه فَيَزْوَرًُّ عنه ويعرض، وإن صافحه صافحه في غير بشاشة، وإن ابتسم في وجهه فهي ابتسامة لا تنم عن رضا، ولكنها ابتسامة متكلفة.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد علمنا غير ذلك، علمنا أن: {المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه} .