ومسألة حق الوالدين وطاعة الوالدين، وما ورد من بيان فضلهما ومكانتهما، ووجوب برهما، هذا أيضاً من الأمور الكبار التي تكلم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى قال صلى الله عليه وسلم، في أفضل الأعمال: الإيمان بالله ثم ذكر بر الوالدين ثم ذكر الجهاد في سبيل الله فتجد أن الكثيرين قد يتعللون في معصية الوالدين بكافة الأسباب.
فمرة يذهب أحدهم إلى الجهاد بدون إذن الوالدين، ويقول: الجهاد فرض عين، وينسى ذلك الأصل الكبير العظيم الذي جاء كل الرسل والأنبياء بالأمر به.
ومرة تجد أنه يعصي والديه في أمر، ويقول: أنا ذاهب لطلب العلم، ومرة يقول: أنا ذاهب للدعوة، نعم نحن نقول: ينبغي للإنسان أن يقوم بالدعوة إلى الله، وأن يقوم بطلب العلم، وأن يجاهد في سبيل الله، لكن ينبغي -أيضاً- أن يعرف للوالدين حقهما، حتى لو ذهب إلى هذه الأعمال الخيرية، يذهب بعدما يرضي والديه ويقر عيونهما ويطيب نفوسهما، أما أن يقول شابٌ في مقتبل العمر: لا سمع لك ولا طاعة، أنا سوف أذهب إن رضيت وإن سخطت، فهذا المسلك ليس حميداً ولا سليماً.