فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم

وهذه فاطمة رضي الله عنها سيدة نساء العالمين وبنت محمد صلى الله عليه وسلم، ويكفيها ذلك شرفاً وفخراً، وهي زوج علي بن أبي طالب، خرجت يوماً من الأيام من بيت والدها, فرآها النبي صلى الله عليه وسلم، فما قال: هذه بنت موثوقة ومأمونة, ولا قال: هذه بنت كبيرة وعاقلة ولا تحتاج نصيحة, فالعاقل خصيم نفسه, لا! ولكن أوقفها، وقال: {يا فاطمة! من أين أقبلت؟ قالت: يا رسول الله، أتيت من عند أهل هذا الميت, فعزيتهم بميتهم، قال: لعلك بلغت معهم الكدى -وهو مكان قرب المقابر- قالت: لا يا رسول الله! معاذ الله أن أبلغ معهم الكدى وقد سمعتك تقول فيه ما تقول -تعني في منع النساء من زيارة المقابر- فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك} .

والشاهد في الحديث أن التربية لا تقف عند حد معين, بل تستمر حتى الموت إما أن تموت أنت أيها الأب، فتلقى الله تعالى غير مغير ولا مبدل, بل قائماً بالحقوق والواجبات, وإما أن يموت الولد فتنام قرير العين، وتقول: الحمد لله أنني لا أذكر شيئاً قصرت فيه, ولا أمراً لم أفعله أقول: يا ليتني فعلت كذا! ولا أمراً فعلته أقول: يا ليتني لم أفعله! فتنام أيضاً وأنت قرير العين.

إنه لا بد من العناية بتربية أولادنا, وبذل الجهد في هذا السبيل, وكما تبذل في التربية يرزقك الله تعالى من صلاح الأولاد وبرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015