تذكر كيد الشيطان

العلاج الثالث: أن تتذكر كيد الشيطان، وأن ما أنت فيه إنما هو تزيينه وتشكيكه، فإن الغريب أن كثيراً من الموسوسين يشتكي مما هو فيه مما يدل على أنه يدرك فعلاً أن هذا من إملاء الشيطان، وإذا رجع، (عادت حليمة إلى عادتها القديمة) ! وبدأ ينصت لهذا الصوت الشيطاني الذي يملي عليه ما يملي، ولذلك لما دخل أبو حازم رحمه الله وهو من أئمة التابعين إلى المسجد فأراد أن يصلي، جاءه الشيطان وقال له: لعلك أن تصلي وأنت على غير وضوء فماذا قال أبو حازم للشيطان؟ هل قال له أحسنت، وأصغى له وذهب ليعيد الوضوء؟! قال له الكلمة الحكيمة: ما بلغ بك النصح إلى هذا، وعرف أن هذا من الشيطان فقال: ما بلغ بك النصح إلى هذا، ما اعتدنا من الشيطان أنه ناصح يذكرنا أنه في بقعة من جسدك ما أصابها الماء، وربما أنك ما نويت، وربما أنك ما كبرت يمكن، يمكن، ما بلغ النصح بالشيطان إلى هذا، وإن كان يدعي ذلك: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فدلهما بغرور} [الأعراف:21-22] فلابد لك من معرفة كيد الشيطان، وأن ما أنت فيه من الوسوسة إنما هو من كيده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015