فضائل بلال رضي الله عنه

ومن جهة أخرى فإن أول من أذّن من هذه الأمة هو بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه، وهو من أفاضل الصحابة وأكابرهم، حتى إن عمر رضي الله عنه كان يقول: [[أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا]] يعني بلال بن رباح رضي الله عنه، ويكفي في فضل هذا الرجل الصابر المجاهد ما ورد في الصحيح أنه كان أحد سبعة، هم أول من أظهروا الإسلام فضايقتهم قريش، حتى لم يكن منهم أحد إلا وقد جاراهم في بعض ما يريدون، إلا بلال رضي الله عنه؛ فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل، فكانوا يجرونه في صحراء مكة ورمضائها، ويضعون الحصى على صدره، ويقولون: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد فيقول: أَحَدٌ أَحَدْ، أَحَدٌ أَحَدْ.

وقد ورد في روايات أنه كان يقول: [[والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم من هذه الكلمة لقلتها]] .

هكذا رواه ابن إسحاق في السيرة.

وصبر رضي الله عنه وأرضاه ويكفي في فضل هذا العبد الصابر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشّره بالجنة، كما في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: {يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعتُ دف نعليك أمامي في الجنة! فقال: يا رسول الله! ما تطهّرت طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بهذا الطهور ما كتب الله لي} فكفاه فضلاً وفخراً أن يكون من الثابتين الصابرين على الإسلام، ثم أن يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الختام، وبجنات ونهر: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:55] .

وليس الصحابي الجليل بلال بن رباح بحاجة أيضاً إلى أن توضع أحاديث في فضله ومكانته وحسن أدائه وما أشبه ذلك، ولكن أعداء الله يفترون على الله وعلى رسوله، ويضعون الأحاديث التي فيها السخرية والتي تثير الاشمئزاز، ربما لتنفير الناس أحياناً من بعض الأعمال وبعض الشرائع وبعض الأحكام.

وأذكر بعض هذه الأحاديث، وما ذكره العلماء في شأنها، فمن هذه الأحاديث:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015