عدم الالتفات إلى الشكوك

الأمر الثاني الذي لا بد منه من خلال تلك الحملة التي نبهت إليها: هو عدم الالتفات إلى أي شك يطرأ في نفسك في عمل من الأعمال، بل هذا الشك وإن بقي في نفسك وإن تردد شيئاً ما، ينبغي ألاَّ يتحول إلى شيء يقلقك، ثم إلى شيء تفعلينه وتعملين به، فإذا شككت -مثلاً- في انتقاض الوضوء فمهما تردد هذا الشك في نفسك لا تعملي به.

فإذا توضأتِ فلا تعيدي الوضوء، وإذا صليتِ فلا تعيدي الصلاة، وإذا سجدتي فلا تعيدي السجدة، أما إذا أصغيت لهذا الشك ثم عملت به فحينئذٍ فأنت كالذي أشبهت من بعض الوجوه ما وصف الله تعالى به المنافقين، من قوله: {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة:45] فاحذري من الشك والتردد في الشك والإنصات له، والعمل به، فإن الشك أحط رتبة من الظن، والله عز وجل يقول: {وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} [النجم:28] {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [يونس:32] فاحذري، ثم احذري، ثم احذري، هذا لمن يريد النجاة!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015