العلاج الرابع: هو الحزم القاطع الصارم الذي لا تردد فيه، والإصرار على أن يرفض الإنسان جميع صور الوسواس، وأن يكتفي من الوضوء، والغسل، والطهارة والصلاة، والنية، وغيرها، بمثل ما عليه المؤمنون، والعلماء، والصالحون ويقتصد في ذلك، فإذا نجح في هذا وقاوم الأمر وأصر عليه فالحمد لله، وإلا فإني أقولها صريحة للأخت الموسوسة ولكل الموسوسين من ورائها: لا داعي لاستهلاك أوقاتكم وأوقات الآخرين لطلب نصيحة لا تنفذونها، وتوجيه لا تعملون به، وتأكدوا جيداً أنه ليس هناك وصفة طبية يتعاطاها الموسوس عبارة عن حبة في الصباح، وحبة في الظهر، وحبة في المساء تصرف لكم ثم يكون فيها زوال الوسواس! وإن كان بعض هذه قد ينفع أحياناً، لكن فيما يتعلق بزوال الوسواس في القلب، ليس هناك وصفة طبية يتعاطها الإنسان ثم تزول، إنما هي توجيهات ونصائح وإرشادات وتقوية لعزيمة الإنسان وإرادته يترتب عليها أن يخلص من هذا الأمر، فإذا عجز الإنسان عن ذلك -لا أقول عجز- لكن إذا لم يفعل ولم ينفذ فلا يظن أن الناس يملكون له أكثر من ذلك.