ثم إنني أذكرك -أيها الأخ الكريم- وأنت لا زلت عندي بالمحل الأرفع، غير أني أرجو أن يتوب الله عليك، وأن يفتح الله قلبك وأن تراجع نفسك، وأن تجد في هذا الشهر الكريم وأنت تستقبل أيامه وساعاته، فرصةً ثمينة بأن تحدث لله تعالى توبة، فإنه لا يُدرى لعله أن يفجعك الموت قبل نهاية الشهر، أو قبل نهاية العام! وربما -ولا أريد أن أكون صريحاً معك أكثر فأكثر- كان بعض أقاربك الذين يحبونك، ويحبون لك الخير، ويعرفونك ويجالسونك، وأنت تحادثهم وتبثهم مشكلاتك، ربما كان أحدهم رأى فيك رؤيا وشاهد فيك ما ينبئ عن قربِ أجلك، ودنو موتك وأن أيامك معدودة! أفلا تبادر الموت بتوبة نصوح، إن هذا هو الحري بك والجدير.