ومن الأخطاء التي يقع فيها الناس في الأذان، أن بعضهم يضيفون إلى لفظ اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، لفظ سيدنا فبعضهم يقول: " أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله " ونحن بلا شك نعلم أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، ولكن ذكر لفظ السيادة في الأذان أو في غيرها من الأذكار الشرعية، يعتبر زيادة لم يأذن بها الله، مثلما لو قال الإنسان مثلاً في التشهد " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم " فنحن نقول هؤلاء سادة وأنبياء لا شك، لكن لم يرد لفظ (سيد) في لفظ من الأذكار الشرعية، لا في الأذان، ولا في الإقامة، ولا في التشهد الأول، ولا في التشهد الأخير، ولا في غيرها من الأذكار، ولعلكم تستغربون إذا قلت لكم: إن أحد الإخوة كان إذا قرأ اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن يقدم بين يديه بلفظ سيدنا! وهذا جهل عظيم وضلال مفرط.
فمثلاً: إذا أراد أن يقرأ آخر سورة "الفتح {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29] لا يقول محمد رسول الله والذين معه، يقول: سيدنا محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار! والعياذ بالله لأنه أدخل كلام المخلوق في كلام الخالق؛ لأن القرآن كلام الله وهو قد أدخل كلامه الذي يقول فيه: إن سيدنا محمداً رسول الله، أدخله في كلام الله عز وجل، وهذا لا شك -كما أسلفت- ضلال عظيم، وبعضهم يدخله في الأذان أو في الإقامة وهذا أيضاً لا يجوز.