Q ما الذي يجب أن نعمله تجاه من يكبرونا سناً لتوجيههم إلى الطريق الصحيح، لأن الكبير لا يتقبل ممن هو أصغر منه؟
صلى الله عليه وسلم هذا صحيح، ولذلك الكبير كالأم والأب والأخت الكبيرة والمعلمة أحياناً، ينبغي أن يكون هناك تلطف في التغيير معه، ويذكر في هذا المجال أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وجدا رجلاً يتوضأ وضوءاً غير شرعي، فأرادا أن يعلماه، لكن ما استساغوا أن يقولوا له: أنت لا تحسن الوضوء وهو رجلٌ كبير السن.
فقال له أحدهم: اختلفت أنا وأخي في الوضوء، ونريد أن نتوضأ أمامك لتحكم بيننا، فقام الحسن وتوضأ وضوءاً شرعياً سليماً لا غبار عليه، ثم قام الحسين وتوضأ وضوءاً شرعياً سليماً لا غبار عليه، فقالا: أينا الأحسن في الوضوء؟ قال كلاكما حسن بارك الله فيكما، وانتبه أنهما يريدان أن يعلماه بطريقة مناسبة.
بعض الأخوات قد يكون لديها حماس، فتريد أن تغير منكراً وهي ليست لها سلطة لا في البيت ولا في المدرسة ولا في غيرهما، ولا تستطيع أن تغير كل ما يرضيها، فينبغي أن يكون الإنسان حكيماً يأتي البيوت من أبوابها، ويتدرج شيئاً فشيئاً.
فمثلاً: إذا أرادت تغيير منكراً في البيت فلتغيره بالتدريج وبالأسلوب الهادئ عن طريقة توزيع الأشرطة، أو كتب، أو مجلات إسلامية، أو ذكر، أو كلام طيب، يعني من هنا ومن هنا وعلى مدى فترات، ونعرف بعض الأخوات غيرت بيوت بأكملها، بيت منحرف فيه سائق وخادمة وتلفاز وفيديو واختلاط وكانت البداية أنها اهتدت فصلحت ثم أثرت على بقية أخواتها ثم تأثر الإخوة، ثم تأثر الوالدان، وسُفِّرت الخادمة والسائق، وألغيت الأجهزة السيئة فيه وأصبح بيتاً صالحاً حتى الأب أصبح يتردد المسجد ويصلي الصلوات الخمس، والأم كذلك صلحت.
المهم بالتدرج، وليس بالضرورة في كل بيت أن يحدث هذا، فالإنسان إذا سلك المسالك الشرعية وبذل ما يستطيع فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.