المشاركة في الحياة والتغيير خير من الانطوائية

فليس صحيحاً أن نرضى نحن أن نكون هكذا، نترك مجتمعنا ومؤسساتنا ومجالاتنا ومناسباتنا التي تنبثق من هذا المجتمع الذي الخير عليه عموماً؛ نتركها لنساء أحياناً فيهن ضعف وتقصير، وبعضهن ليس عندها تدين، وبعضهن قد تكون مغرضة وعندها أفكار سيئة، وبعضهن قد يكون زوجها أحياناً رجل يوجهها إلى أمور لا تحمد.

فليس بصحيح أن نترك المجتمع لمثل هذه الطبقة تربيه، ونحن نقول فسد الناس وفسد المجتمع، لا، بل ينبغي أن ننزل للميدان، وننزل للساحة ونؤدي دورنا من خلال مجالاتنا العملية التي نشتغل فيها ونعرض أنفسنا، وبغير ذلك فإنه مهما تحدثنا عن المنكر وأطلنا فإن هذا لا يغير المنكر.

وفي الواقع أن هذه النقطة الأخيرة هي بيت القصيد وهي الهدف من المحاضرة، أن أقول للأخوات وأختم بهذا: ينبغي أن يكون دورنا في معالجة الأمور والمنكرات أن ننزل للميدان، وننزل للساحة، ونعمل على تغيير المنكر من خلال وجودنا، وقد يترتب على ذلك أحياناً نوع من شعور الأخت بأن قلبها ليس كما تريد؛ لأن الإنسان المعتزل في المسجد يعبد ويصلي ويقرأ القرآن يحس بانشراح في قلبه أكثر مما يحس في ميدان المعركة، هذا شيء طبيعي لكن المجاهد أفضل وأعظم عند الله منه.

فالأخت التي تنزل للميدان وتختلط ببعض النساء اللاتي أوضاعهن مستورة تحس بشيء من القسوة في قلبها لكنها على خير أيضاً، وعلى أجر، وهي أفضل عند الله فيما أعلم من امرأة معتزلة تتعبد وتصلي إذا كانت نيتها خالصة؛ لأن التي تعبد الله وتصلي هذه تنفع نفسها، لكن التي تنزل للميدان وتختلط بالناس وتأمر وتنهي وتصلح بقدر ما تستطيع، إذا كانت نيتها صالحة فهي أفضل منها؛ وذلك لأن نفعها يتعدى ولا يقتصر على نفسها.

وأقول: أخشى ما أخشاه الآن هو أن يأتينا الشر من قبل المرأة، لأن أعداء الإسلام يركزون على المرأة ويعملون على إفساد وضع المرأة، لأنه إذا فسد وضع المرأة، فقولي على المجتمع السلام، إذا مشت المرأة متبرجة وسافرة وأظهرت زينتها في الأسواق والشوارع وحصل الاختلاط فمعنى ذلك أن المجتمع انهار -وهذا الذي يوجد في كثير من المجتمعات- فالأعداء يركزون جيداً على ذلك، فضلاً عن أن المرأة هي التي تتولى تربية الأجيال، فإذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، وإذا تلفت المرأة وفسدت فسد الجيل الذي تربي على يديها، إنك لا تجني من الشوك العنب.

إذاً: من المهم أن تشعر الأخوات بضرورة أن يكون هناك حالة استنفار بينهن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله وخوض غمار هذه المجالات والميادين الخيرية للإصلاح.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015