أما الذي يقول: "أنا ما عصيت الله تعالى أبداً" فهذا متجرئ على الله تعالى مستكبر! حتى لو فرض أنه صدق فيما قال؛ بل كلامه هذا معصية لله عز وجل؛ لأن العبد لو قضى عمره كله راكعاً ساجداً صائماً لله عز وجل؛ ما أدى حق الله تعالى عليه، ولا بلغ شكر نعمة الله تعالى عليه، ولم يقض ما أمره الله تعالى به.
فالمؤمنون الصادقون: هم أصحاب قلوب حية، أصحاب نفوس قريبة من الله عز وجل، أصحاب تواضع لله، يجعل أحدهم جبهته في التراب، ويمرغ خده، ويسبل دموعه على وجهه، ويرفع أيدياًً مرتعشة إلى الله سبحانه وتعالى، يسأله غفران الذنوب، وستر العيوب، وإلا فإن العبد ضعيف ضعيف، وقد جبل على شئ من النقص والضعف، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: {كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون} فالإنسان مجبول على ضعف، ومجبول على تقصيره بنظرة، أو بسمع، أو بأخذ مال بغير حق، أو بكلمة خرجت من فمه على غير تدبير وتقدير، أو بتقصير في عبادة، أو بظلم للنفس، أو بظلم للغير، هذا على مستوى الفرد.
أما على مستوى الأمم فحدث ولا حرج من احتمالات الأخطاء على كافة المستويات المالية، سواء في توزيع الأموال، أم في الأخطاء الأخلاقية، أم الأخطاء في التقصير بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أم غير ذلك.