الإصرار على الذنوب والمعاصي

ووجدنا فوق هذا كله من يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون، خلافاً لما أخبر الله تعالى به من طريقة الصالحين المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135] .

فاليوم المؤسف -كل الأسف أيها الإخوة- أن الأمة -سواء على النطاق الفردي أو على النطاق الدولي والجماعي- لا تزال مصرة على ذنوبها ومعاصيها، على رغم البلايا والأزمات التي تنزل بها، بل ربما تقول أحياناً: إن الأزمات لا تزيدها إلا إصراراً على ما هي عليه، أما على المستوى الفردي فكل امرئ خبير بنفسه، يكفيك أننا أصبحنا نسمع نغمة تتردد كثيراً في المجالس، وفي وسائل الإعلام، وفي غيرها تتنكر لسنة إلهية: وهي أن ما أصابنا بذنوبنا، ويقولون: "لا! هذا ليس صحيحاً"، منهم من يقول: كلا! إن ما أصابنا إنما هو كرامة من الله تعالى، إن ما أصاب الأمة تكريم من الله تعالى لها، إن ما أصاب الأمة هو لرفعة درجاتها، إن ما أصاب الأمة هو أمر عادي يحدث لكل أمة.

ومن الناس من يقول: إن هذا بسبب أمور مادية بحتة، وينكر السبب الشرعي وراء هذا كله، وبالتالي نحن نتساءل كم منا من غير من سلوكه بمناسبة الأزمات التي نزلت بالأمة؟ إن وجود خمسة أو عشرة اهتدوا بسبب الأزمة هذا ليس جواباً وليس حلاً، ماذا يقع خمسة أو عشرة مما يراد لهذه الأمة أن تستقيم عليه؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015