الأمر الأول الذي يعرض له الإنسان: هو أن يعصي الله عز وجل، ولولا أن الله يسدد الطائعين لما أطاعوه، ويوفقهم للطاعة ثم يثيبهم عليها، فمن رحمته تعالى أنه ساقهم إلى الطاعة سوقاً، وشاء وأراد أن يكونوا طائعين، ومع ذلك شكر لهم.
ومثل ذلك أن الله عز وجل هو الذي خلقهم وأوجدهم في هذه الدار، ثم اشترى منهم أنفسهم، فهو الخالق وهو المالك، ومع ذلك يشتري منك نفسك بأن لك الجنة شريطة أن تكون واقفاً عند حدوده، ملتزماً بأمره، منتهياً بنهيه.
فالأمر الأول: الذي يمكن أن يعرض له الإنسان في أمر دينه هو أن يعصي الله عز وجل، فتذكرك أنك يمكن أن تكون في عداد العصاة، يجعلك تلوذ بالله، وتلتجئ إلى كنفه، وترجوه أن يحميك من المعصية، ويحميك من الشيطان، ومن شياطين الإنس والجن، وبطبيعة الحال فإن لو عصى الإنسان ربه ومات على ذلك؛ فقد خسر الدنيا والآخرة -والعياذ بالله- إلا أن يتغمده الله بواسع رحمته.
ويمكن أن يوجد إنسان تخلص من المعصية المباشرة، فلا يقع في الفواحش والمنكرات المعروفة الظاهرة، فهذا الإنسان الذي تخلص من المعاصي والمنكرات، يمكن أن يقع في معصية أشد من المعاصي الظاهرة مثل شرب الخمر، والزنى والربا.