Q أنا فتاةُُ لم أتزوج، وكلما تقدم لي خاطب أرفضه بدون سبب، فما رأي الدين في هذا؟ وهل عليَّ وِزْرُُ؟ وما هي النصيحة لي ولأمثالي جزاكم الله خيرا؟
صلى الله عليه وسلم إذا كانت هذه الفتاة وأمثالها ممن تشعر بالرغبة الأصلية في تكميل دينها بالزواج، وهذا هو الغالب على جنس الإنسان ذكر وأنثى، فعليها وزر في رد الخاطب المناسب بدون سبب، ولا يجوز لها أن ترفضه، وتؤخر زواجها؛ لأنه قد لا يتقدم لها بعد ذلك من تريد وترغب فيه، فيجب على الفتاة أن تَفرح بقدوم الشاب الذي فيه صلاح، ولو كان فيه بعض النقائص.
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نُبلاً أن تُعد معايبهُ إذا كانت هذه النقائص في أمر الدنيا، كأن يكون وضعه المادي، متوسطاً -مثلاً- أو تكون هيئته عادية، أو يكون عليه بعض الملحوظات اليسيرة؛ فيجب على الشابة أو الفتاة أن تقبل بذلك، وأن تفرح به وَلِمَ تفرح؟ لأن الفتاة حين لا يتقدم لها من تريد، لا تستطيع أن تبحث هي؛ فالمرأة مطلوبة وليست طالبة، ومن العجب أن يتقدم لها رجل طيب وترفضه! وربما يكون عند المرأة -أحياناً- تهيب من موضوع الزواج، وحياء أو خجل منه؛ فعليها أن تدرك أن هذا أمرُُ فطري جبل الله عليه بنات آدم، ولا بد لها منه عاجلاً أو آجلاً، فأن تتزوج الآن بشاب مناسب خيرُُ من أن تُؤخر الأمر وترفضه بدون سبب؛ فقد لا تجد يوماً من الأيام من يتقدم لها، وقد تتنازل عن بعض ما تريد من الشروط، لكن بعد فوات الأوان.