Q ما حكم قص الشعر من الأمام؟
صلى الله عليه وسلم لا بأس، يجوز أن تقص المرأة شعرها، شريطة ألا يكون القص قصاً شديداً، بحيث يشبه شعر الرجل، فتبالغ في قصه وتنهكه، حتى لا يبقى منه إلا شيء يسير جداً، أما إذا قصته بغير هذه الطريقة، وخاصةً إذا كان تجملاً لزوجها، فلا حرج.
لكني أحذر من شيء بمناسبة قصة الشعر أو ما يسمى بالموضات، فعندنا طرفان ووسط، بعض الفتيات كل همها الموضة والتسريحة، كل يوم وهي في موضة جديدة وتسريحة جديدة، وعندها أكوام من مجلات الأزياء والبودرة والتسريحات، وكلما ظهرت تسريحة جديدة عملت بها، وكل يوم قد تصبغ شعرها اليوم بصفة وغداً ترغب في تغييرها وهكذا، بحيث -كما قلت أثناء الكلام باختصار- كل همها منصب على الموضات والتسريحات والشكل وكل جديد، وهذا لا شك ضياع للعمر في غير طائل واهتمام بالشكل على حساب المضمون وعلى حساب الأخلاق، والدين والوقت، ما أعطانا الله الوقت حتى نستغله بهذه الطريقة وبهذا الشكل، إنما أعطانا الله الوقت حتى نستخدمه فيما ينفع ويفيد ديناً ودنيا، والمطلوب من الجمال قدرٌ معتدل.
فأنا أحذر الفتيات من المبالغة والإسراف في متابعة الموضة والتسريحات والقصات وغير ذلك، وهذا طرف.
الطرف الآخر: هناك بعض الفتيات المتدينات صار كل همها محاربة الموضات والتسريحات والقصات، وكلما جاءت تسريحة جديدة أو موضة جديدة ركزن عليها، وقلن بتحريمها، وأن هذا تشبه بالغرب، وأن هذا لا يجوز، وصارت هي الهم الأكبر، وصار هم كل النساء الموضة أهي حلال أم حرام، والتسريحة أهي حلال أم حرام.
أين تعليم النساء أمور دينهن؟ وأين تصحيح عقائد النساء؟ وأين تربية النساء؟ وأين تثقيف النساء؟ وأين دعوتهن إلى قراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة المفيدة، وطلب العلم، والاستفادة، وتربية الأولاد إلخ؟! صار كل الهم هو الموضة، هذه تفعل التسريحة، وهذه تحارب التسريحة، والمفروض أن ندعو الناس إلى أكبر من هذا، وفي نفس الوقت نحذر النساء من الاستغراق، أما أن نتصدى لكل جديد، ونقول: وهذا حرام، وهذا لا يجوز، ثم إذا انتشر بيننا سكتنا عنه، فهذه مشكلة، إنما نحن نحذر من استغراق النساء -وخاصة الفتيات- في التقليد وفي متابعة الموضات والأزياء والتسريحات والأنماط الجديدة، التي تأتي غالباً من دور الأزياء في الغرب بقصد شغل المسلمات وإغراقهن؛ على أنه ينبغي أن تعرفن أيتها الأخوات أن الأمم الغربية الكافرة لا يرضون لنسائهم بهذا، وإن كان هناك مجموعة كبيرة من نسائهم بهذا كذلك؛ لكن تجدين نساءهم في أرقى المستويات في التعليم، وفي العلم، وفي التقدم، وفي الصناعة، بل وكثير منهن من يكن في الجيش عاملات، وفي الشرطة، وفي غيرها.
أنا لا أدعو المسلمات إلى هذا نحن لا نسمح لفلذات أكبادنا، ولا نسمح لبناتنا، ولا نسمح لأخواتنا، ولا نسمح لقريباتنا، وهن عندنا درر مصونات محفوظات، لا نسمح للأعين النهمة، والذئاب الجائعة أن تنظر إليها، ولذلك لن نسمح لها أن تكون في مصنع تدمر أنوثتها، وتضيع في عمره الدخان مثلاً، ولا أن تكون في وسط جيش بزعم أنها تقاتل، وهي ترفه عن الجنود بما حرم الله، ولن يكون هذا بإذن الله تعالى في البلاد الإسلامية، ولكنني أقول: إن هؤلاء الغرب الذين يصدرون إلينا هذه الموضات والتسريحات ويشغلوننا بها، جعلوا نساءهم يخدمن أوطانهم ويخدمن أديانهم الكافرة في أرقى المجالات، ويريدون أن يشغلوا نساءنا عن وظيفتهن الأساسية من القيام على البيت والاشتغال بالتربية وإذا دمر نصفه ماذا بقي منه.