خذي مثالاً آخر: على قضية الطبيعة، وكيف تعرف المرأة طبيعتها، وكيف تتعامل معها: قضية حب الكلام طبيعة ليس عند المرأة فقط، بل عند الإنسان، والإنسان يتميز عن الحيوان بأنه متكلم، ولذلك أهل المنطق يقولون: الإنسان حيوان ناطق، ويسمون الحيوان بالأعجم، لأنه لا يتكلم، فمن ميزة الإنسان أنه متكلم متحدث، له لسان، وامتن الله تعالىعليه بقوله: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:1-4] والآية الأخرى يقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} [البلد:8-9] .
إذاً: الكلام ميزة امتن الله بها على الإنسان، والمرأة يمكن أن تكون أكثر من الرجل محبةً للكلام، ربما يسميها البعض أحياناً: الثرثرة، لكن لا نوافق على كلمة الثرثرة؛ لأن مجرد حب الكلام ليس بعيب في الواقع، لأن الكلام بعضه حسن وجيد، وبعضه قبيح.