وأضرب بعض الأمثلة لهذه الطبيعة: فمثلاً: من الأشياء التي جبلت عليها المرأة: قضية الجمال، بل هذه القضية موجودة عند الإنسان، فإن الإنسان بطبيعته يحب الجمال، فإذا رأى المشاهد الجميلة، مشاهد الطبيعة، الأشجار الخضراء، والأزهار، والبحار، والأنهار، وخرير المياه، ورأى هذه المظاهر والأشكال والطيور المغردة، فإنه يفرح ويسر بذلك، ولهذا جرت عادة الناس أن يذهبوا إلى الأماكن التي توجد فيها هذه المظاهر للاصطياف والتفرج والنظر إليها، فهذه طبيعة لا يلام عليها أحد فلا يلام الإنسان على حبه للجمال، بل إن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين في الدار الآخرة بألوان من الملذات في الجنة، منها: التلذذ بالنظر إلى الجمال، سواء جمال الجنة وما جعل الله تعالى فيها من الأنهار والأشجار وغيرها، أو التلذذ بالنظر إلى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى في جنة عدن قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22-23] .
فيتلذذ المؤمنون في الجنة بالنظر إلى وجه الله تعالى الكريم ذكورهم وإناثهم، فينظرون إلى وجه الله تعالى، فلا يجدون شيئاً من النعيم أحسن ولا ألذ من النظر إلى وجه الله الكريم، لأنه فيه الكمال والجمال والجلال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه: {إن الله تعالى جميل يحب الجمال} .
فالشرع ما جاء يعارض الجمال، ويقول: لماذا يحب الإنسان الجمال؟ لا، الشرع لا يلوم الإنسان، لأن الذي خلق الإنسان هو الذي أنزله، ومن الطبيعي أن الله يعلم من خلق: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] فكون الإنسان رجلاً أو امرأة يحب الأشياء الجميلة، هذا أمر فطري لا يلام عليه الإنسان، لكن هذه الطبيعة يمكن أن تتحول إلى طبيعة إيجابية، ويمكن أن تتحول إلى طبيعة سلبية.