التندر بالعلماء والصالحين

من صور معاداة أولياء الله تبارك وتعالى: أن يتندر بعض الناس في مجالسهم ببعض الدعاة والصالحين، أو بعض المخلصين، أو بعض العلماء ويتكلمون فيهم، وربما يسمع أحدٌ من الناس قصة أو نكتة أو طرفة تتعلق بأحد المشايخ، أو العلماء أو الدعاة أو المعروفين بالخير في البلد، فلا يجد أحلى في فمه ولا أطيب في لسانه من أنه كلما كبر المجلس قام وتكلم بها وتحدث بها، دون أن يتثبت أو يتحرى من صدق هذا الكلام أو من كذبه.

أيها الإخوة والأخوات نحن لا نقول: إن الأخيار منزهون، لا، الأخيار هم أخيار على ما سموا ولكن يوجد فيهم الخطأ، ويوجد فيهم النقص، ويندس فيهم من ليس منهم، ويقع منهم ما لا يحمد، هذا أمر طبيعي ولسنا نقول: أنهم دائماً أبرياء متهمون، ولكننا ندعو إلى التثبت في كل ما ينسب إلى الأخيار، فإذا سمعت في مجلس من المجالس قصة منسوبة إلى أحد العلماء، أو خبراً منسوباً إلى أحد الدعاة، أو حادثة منسوبة إلى رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهيئات أو غيرها مثلاً؟ من نقل هذا الكلام والحديث فيه والإفاضة دون أي تثبت، أقل ما يجب عليك من التثبت أن ترفع سماعة الهاتف على الشخص المقصود، أو الجهة المعنية، أو على إنسان تعتقد أن عنده خبر عن الموضوع، وتقول له: سمعت كذا وكذا، هل هذا الكلام صحيح أم غير صحيح؟ فإذا تبين لك أن الكلام صحيح بأدلة ووثائق، فهنا لا أحد يستطيع أن يضع على فمك حارساً يمنعك من الكلام، نكلم بما تعتقد أنه حق لا أحد يلومك ولا يعاتبك، لكن إذا وجدت أن الكلام مجرد افتراء وتزوير واختلاق من بعض مرضى النفوس وضعاف القلوب.

فنحن والله يا أخي وقفنا من ذلك على شيءٍ كثير، تبين أنه اختلاق، وأن هناك من الناس من عدمت ذممهم، وماتت ضمائرهم والعياذ بالله فأصبح الكذب عندهم عادة، بل أصبح الكذب عندهم حرفة ومهنة لا يستطيعون أن يعيشوا بدونها، ولسان حال أحدهم يقول: اكذب واكذب واكذب عسى أن يصدقك الناس، وكذباتهم ليست من الكذبات التي تموت في مهدها، أو يسمع بها خمسة أو عشرة، لا، كذبتهم من الكذبات التي تبلغ الآفاق، تبلغ المشرق والمغرب، فينشرون كذبتهم في جريدة، أو في إذاعة، أو حتى على شريط، أو في كتاب، فيتسامع بها الناس في مشرق الأرض ومغربها، فحق عليك ألا تتكلم بأي أمرٍ فيه نيلٌ من أحد، ربما يكون من أولياء الله تعالى إلا بعد أن تتثبت وتتحرى؛ حتى تطمئن أن ما تنقله صحيح ليس فيه دسٌ ولا تزوير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015