كيف رتب ابن الأثير كتابه هذا؟ رتب ابن الأثير كتابه على حسب الموضوعات -كما أسلفت- وليس على حسب المسانيد، ولا على حسب الحروف، لكن الميزة له أنه قد رتب الموضوعات على حسب حروف الهجاء، فمثلاً يبدأ بحرف الهمزة، فيدخل فيه كتاب الإيمان، وكتاب الإيلاء، وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك، ثم ينتقل إلى حرف الباء، فيثبت فيه كتاب البيوع، والبيعة، والبر، ثم ينتقل إلى التاء؛ فيثبت فيه التفسير مثلاً، والتوبة، وهكذا إلى أن يصل إلى نهاية الحروف.
فالكتاب مرتبٌ على حسب الموضوعات، والموضوعات مرتبة على حسب حروف الهجاء (أ، ب، ت، ث) .
وإذا كان الموضوع شاملٌ فإنه يسوقه في حيزٍ واحد.
مثلاً: كتاب الجهاد في حرف الجيم، وفي الجهاد سيتحدث ابن الأثير عن الغنائم، فلو بحثت عن الغنائم فلن تجدها في حرف الغين؟ بل ستجدها في حرف الجيم تبع للجهاد، ومثلها الأسرى، ومثلها الشهادة- الشهداء في سبيل الله- وهكذا كل الأشياء المتعلقة بموضوع الجهاد، جمعها معه في حيزٍ واحد.
ثم إذا انتهى -مثلاً- من جميع الموضوعات المتعلقة بحرف الألف، قال: الأبواب التي أولها ألف ولم تورد في حرف الألف، ثم ذكر الأبواب التي لم يوردها في هذا الحرف، وعلى سبيل المثال يقول رحمه الله في صفحة [395] : ترجمة الأبواب التي أولها همزة ولم ترد في حرف الهمزة، الاحتكار في كتاب البيع من حرف الباء، الأمان في كتاب الجهاد حرف الجيم.
إذاً: هذه طريقته في ترتيب الأحاديث، فهو رتبها على حسب الموضوعات، ورتب الموضوعات على حسب حروف الهجاء.