Q هناك بعض الناس يشك في نفسه، فإذا نَصَح أو أَمَر أو نَهى يخشى أنه يرائي، وكذلك إذا قرأ القرآن، فكيف يخلص نفسه ويمنعها من هذا الشك؟
صلى الله عليه وسلم ينبغي للإنسان أن يعمل بإخلاص، وقصد لوجه الله جل وعلا فيما يأخذ وما يدع من أفعاله، ثم إذا حدث في نفسه شك أثناء العمل، بأنه قد يكون مرائياً؛ فإن عليه أن يدفع هذا الشك وهذا الريا، لئلا يستقر في قلبه، وينبغي للشاب وغير الشاب أن يحذر من ترك العمل خوف الرياء، فإن هذا من مزالق الشيطان، فكثيرٌ من الناس تركوا أعمالاً صالحة: من التبكير إلى المساجد، وقراءة القرآن، وطلب العلم، والدعوة إلى الله، والوعظ، والأمر والنهي، بحجة الخوف من الرياء، فالشيطان يأتيهم، ويقول: أنتم ما أردتم إلا الرياء، فأقول: كونك تركت العمل خوف الرياء دليلٌ على أنك مخلصٌ إن شاء الله، وإلا فالمرائي لا يمنعه مانعٌ من الاستمرار في عمله، فادفع الرياء واستمر على العمل.
ومن أعظم مزالق ومداخل الشيطان على الإنسان لترك العمل الصالح؛ أن يوسوس له: أولاً: بأنك قد تكون مرائياً.
ثم يقول له ثانياً: اترك هذا العمل، لأنه يُخشى أن تكون مرائياً، وكم من إنسانِ ترك الإمامة في المسجد، بل أعرف شاباً ترك التقدم إلى المسجد، وترك قراءة القرآن وطلب العلم، ويقول: أخشى أن أكون مرائياً، فعليك أن تتقدم إلى المسجد ولا تلتفت إلى هذا الهاجس أو الخاطر أو الوسواس، وهذا يدل على ضعفٍ في نفس الإنسان، وخورٍ في قلبه وعزيمته، وإلا فالمؤمن لا ينصاع ولا يتأثر بهذه الوساوس التي يلقيها الشيطان وجنوده في قلبه، ثم كون الإنسان بعدما يشرع في العمل لوجه الله يخطر له ذلك ويدفعه، هذا لا يضره شيء، وكونه يفرح بثناء الناس عليه، فهذا أيضاً لا يضره شيء، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي ذر في صحيح مسلم عن الثناء الحسن يحصل للإنسان، قال عليه الصلاة والسلام: {تلك عاجلُ بشرى المؤمن} وكلنا نحب الثناء الحسن ونكره الثناء السيئ، وكل إنسانٍ جبل على ذلك، وما من أحدٍ إلا ويفرح بالثناء الحسن، ويكره الثناء السيئ؛ لكن لا يعمل من أجل الناس، ولا يترك من أجل الناس.