الأمرالثالث: النزول للمجتمع، إن أساتذة الجامعات في العالم كله، هم في المجتمع أساتذة أيضاً ومنطلق للتعليم والإشعاع، يأتي الناس إليهم، ويأخذون منهم، ويتعلمون، ويستشيرونهم، وينظرون إليهم نظرةً خاصة، ويساهمون مساهمةً فعالة، في صناعة العقول البشرية، فهل يجوز أن يكون الانعزال عن المجتمع هو نصيب أساتذة الجامعات في العالم الإسلامي فحسب؟ إن هذا لشيءٌ عجاب!! إن من الواجب على أستاذ الجامعة أن ينزل للمجتمع ويحتك بالناس، ويختلط بكل الفئات، ويتعامل معهم جميعاً، ويأخذ منهم ويعطي، ويفيدهم ويستفيد منهم، ويعمل ليكون، لبنة قوية، وأداةً فعّالة، في كل عمل خيرٍ في المجتمع، وألا يتردد في دعم أي مشروعٍ يرى أن فيه مصلحةً للإسلام والمسلمين، هذا مع أن الدور الأكبر ولا شك لأستاذ الجامعة، داخل أروقة الجامعة حيث يستطيع أن يقوم بدور كبير في تصحيح الأوضاع، وتحسينها، وصياغة الطلاب والمناهج وغيرها، ولكن هذا لا يمكن أن يعفيه أبداً من المسئولية الكبيرة في النزول إلى ميدان المجتمع والتأثير فيه والاحتكاك بأفراده.