مجاهدة النفس على ترك المعاصي

Q أنا شاب أبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، وأنا -ولله الحمد- محافظ على الصلوات، ملتحق بأحد حلق القرآن وأحب الخير وأهله، إلا أنني أعاني من مشكلة، وهي: أرغب في مشاهدة أفلام الفيديو، وأنا محتار وأجد صعوبة في مجاهدة النفس وفي ترك ذلك، فالرجاء من فضيلتكم مساعدتي في حل هذه المشكلة، وجزاكم الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم لعل هذه المشكلة جزئية داخلة في عموم الكلام الذي ذكرتُه أثناء المحاضرة، ماذا يمكن أن يقال لمثل هذا الشاب، نرجع ونقول: لا بد من المجاهدة، هذا هو الطريق الذي ذكره الله عز وجل لنا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] لا بد من سلوك هذا الطريق، وفي خلال المجاهدة، حصلت سقطة، أتجنب هذه العثرة وأحرص على أن أنهض سريعاً وألحق بركب الإيمان والمؤمنين.

ينبغي للشاب أن يحرص على البعد عن الأماكن والأسباب التي تثير غريزته؛ لأن الإنسان إذا تسبب في إثارة الغريزة؛ فعليه ألَّا يأمن من الوقوع في المحرم، سواءً كانت إثارة الغريزة عن طريق مشاهدة صور النساء، أو صور الشباب، أي صور تثير غريزة الإنسان، أو مشاهدة الأفلام، أو مشاهدة المجلات، أو سماع الأغاني أو أي أمر يتسبب في إثارة الغريزة؛ فيجب أن تركز جهادك على تجنب هذا الأمر، فإذا أفلحت في تجنبه؛ فإنك ترتاح حينئذٍ راحة كبيرة، لكن إذا أرخيت لنفسك العنان في المرحلة الأولى، فأطلقت النظر إلى النساء، وإلى الصور، وسماع الأغاني، وغيرها من الأشياء التي تشحذ الغريزة، فحينئذٍ ستجد صعوبة كبيرة في الامتناع عن إشباع هذه الغريزة.

وليس هناك من حل سحري ينتظره هذا الشاب، ليس هناك وصفة طبية تذكر للشاب، فيذهب ليشتريها غداً أو بعد غد؛ ليتعاطاها ثم يصبح بحمد الله بارداً أبداً!! الله عز وجل أوجدنا في هذه، الدار وسلَّط علينا النفس الأمارة بالسوء، والشيطان والقرناء السيئين أيضاً، وبين لنا طريق الخير، وأرسل لنا الرسل، وأنزل الكتب، وجعل في نفوسنا دوافع للخير، وقيض لنا أيضاً قرناء صالحين، وأقام علينا الحجة، وعلى الإنسان أن يختار، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29] هذا طريق الهداية وهذا طريق الضلال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015