يستغل الشيطان حب الإنسان للحياة والبقاء؛ ليثنيه به عن الجهاد في سبيل الله خوفًا من نيل الشهادة! وهكذا يجيء للابن من الناحية التي كَادَ فيها للأب، فقد خاطب الشيطان أبانا آدم فيها في الجنة، وقال: {يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه:120] وقال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف:20] {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف:21] .
فلأن الإنسان يحب الحياة والبقاء، فالشيطان يقول له: ستقتل فتفقد الحياة!! أيضاً: الإنسان يحب أن يستمتع بزوجته فتنكح الزوجة من بعده، والإنسان يحب ماله فيقسم ماله من بعده، وكذلك ييتم أولادك، إذاً لا داعي للجهاد.
قال صلى الله عليه وسلم: {فعصاه فجاهد} ؛ ومن الملاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام، في المواقف الثلاثه يذكر النتيجة الإيجابية، في الموقف الأول: {فعصاه فأسلم} في الثاني: {فعصاه فهاجر} في الثالث، {فعصاه فجاهد} .
وبعدما ذكر كيد الشيطان وموقف الإنسان المسلم قال: {فإن فعل ذلك فمات؛ كان حقاً على الله أن يرضيه، أو قتل؛ كان حقاً على الله أن يرضيه، أو وقصته دابته؛ كان حقاً على الله أن يرضيه، وإن غرق كان حقاً على الله أن يرضيه} .
فإذا صحت نية الإنسان، أرضاه الله تبارك وتعالى، ولو لم يبلغ ما سعى إليه من الشهادة!!