علاج الوساوس

أما فيما يتعلق بالشك الذي ينتاب الشاب في هذه المرحلة، فإن على الشاب أن يدرك أن هذا في الحقيقة ليس شكاً، وإنما هو نوع من الوسواس الذي يلقيه الشيطان في قلبه، وعلاجه يكون في الانتهاء وعدم الالتفات إلى هذا الكيد، ولذلك أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة، أنه عليه الصلاة والسلام قال: {يأتي الشيطان أحدكم فيقول له: من خلق كذا من خلق كذا؟ حتى يقول له: من خلق الله، فإذا وصل إلى ذلك فليستعذ بالله ولينته} .

فأرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الانتهاء، وبالتجربة ثبت أن أعظم علاج يواجه به الشاب هذه المشاعر أو الوساوس، هو ألَّا يعيرها اهتمام، ولا يكترث لها ولا يعظمها في نفسه، فإن الشيطان إذا رأى أنك قد تأثرت وانزعجت من هذه الوساوس؛ فإنه يحرص على الزيادة منها والتركيز عليها، أما إذا رأى أنك لم تكترث لها؛ فإنه يلتفت أو يتجه إلى نوع آخر من التأثير أو الوسوسة.

الأمر الثاني: هو كثرة الاستعاذة بالله من كيد الشيطان، ويتمثل ذلك في الأوراد الصباحية والمسائية، والاستعاذة بالله في كل حال، وبالذات إذا خطر الشيطان بينك وبين نفسك، فتستعيذ بالله منه في جميع الأحوال.

الأمر الثالث: قراءة الكتب التي تزيد في تثبيت العقيدة، فإذا كانت الوسوسة في ذات الله تبارك وتعالى؛ فاقرأ الكتب التي تتحدث عن إثبات وجود الله، وتذكر ذلك بالأدلة العقلية والنقلية، وتؤكده بسرد الآيات الكونية التي تزيد الإيمان وتركزه وتؤكده في القلب.

الأمر الرابع: هو أن تفضي بما لديك إلى ثقة من الثقات، فتبحث عن إنسان تثق إليه وتطمئن به، وليكن -مثلاً- هو أستاذك وقدوتك التي اخترتها؛ لتقتدي بها في الحياة، فتفضي إليه بما تجده في نفسك، حتى يكون عوناً لك على الخروج من هذه المشكلة التي تعانيها.

هذا هو الجانب الأول: وهو الجانب العقلي الذي يحتاج الشاب إلى الحديث عنه، وقد كان الحديث عنه من شقين: الشق الأول: الحديث عن إشباع رغبة حب الاستطلاع؛ لتوجيه الشاب إلى الكتب المفيدة التي تناسب هذه المرحلة.

الشق الثاني: هو الحديث عن المشكلات أو الوساوس التي تعتري الشاب في مثل هذا الوقت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015