أولاً: إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، ليس العلم ولا العمل ولا المال، وإنما يسأل أول ما يسأل عن العمر، والسر في ذلك واضح؛ لأن هذا العمر الذي أعطيته هو الذي من خلال عملك فيه تكسب العلم، وتكسب المال وتعمل وتكد وتكدح، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو مالك الأشعري: {كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها} فهذا العمر الذي أعطيته هو ورقة الامتحان، تكتب فيها الجواب الذي تراه، فقد تكتب جواباً صحيحاً فتكون النتيجة النجاح، وقد تكتب جواباً غير صحيح فتكون النتيجة الإخفاق.
العمر هو الوسيلة لكسب جميع الأشياء، وإنما سعد من سعد في الدنيا وفي الآخرة؛ باستغلال أوقاتهم فيما يرضي الله عز وجل، وشقي من شقي في استغلال أوقاتهم فيما يسخط الله عز وجل، ولهذا فإن من الطبيعي والمنطقي، أن يسأل الإنسان عن عمره قبل أن يسأل عن علمه، وقبل أن يسأل عن عمله، وقبل أن يسأل عن ماله.