عزل الدين عن التعليم

العلماني ينادي بعزل الدين عن التعليم، حتى يقول أحدهم مثلاً: إن التعليم في أمريكا تعليم راقٍ، لماذا؟ قال: لأنه يعلم ويدرب الطفل على الشك في كل شيء منذ نعومة أظفاره، فينشأ الطفل علمياً لا يقبل شيئاً إلا بدليل، ينشأ ويتدرب على الشك، أما في بلادنا يقول: فإنما يتعلم الأطفال الاستنجاء والاستجمار، وأحضر إناءً من الماء، وقل: بسم الله، هذا الذي يتعلمونه، أما في أمريكا فهو تعليم راقٍ، لأنه يربي الطفل على الشك في كل شيء حتى في الدين، والغريب أنه منذ سنوات صدر كتاب خطير اسمه "أمة مهددة بالخطر" كتبه ثمانية عشر كاتباً كونوا لجنة اشتغلت ثمانية عشر شهراً من جهات شتى، وكان من أهم التوصيات التي خرجوا بها لدعم مسيرة الأمة الأمريكية وحمايتها من الانهيار؛ أنه لا بد من تعميق التعليم الديني، وتكثيف المعاني الدينية والعاطفية في نفوس الطلاب؛ لحمايتهم من ألوان الفساد والرذيلة والانحلال، الذي يجعلهم لا يستطيعون أن يخدموا أمتهم وبلادهم كما يراد لهم، ففي الوقت الذي يطالب الأمريكان فيه والروس أيضاً وغيرهم، بإعطاء جرعات من الدين والتدين للطلاب، وهؤلاء ينادون بعزل الدين عن التعليم وتكثيف المواد الرياضية أو العلمية البحتة مثلاً، وتقليل المواد الشرعية، كالحديث والثقافة الإسلامية وغيرها.

يطالبون بعزل الدين عن الإعلام مثلاً، يطالبون بعزل الدين عن الفن، يطالبون -بكل اختصار- بعزل الدين عن الحياة كلها.

إذاً: فالعلمانية هي: عزل الدين عن الحياة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015