المرحلة الأولى: أنهم وضعوا خبراتهم في خدمة الإصلاحات الإدارية، وما يسمى بالتحديث والتطوير، وذلك ضمن حكم آل عثمان أو الدول الأخرى التي عملوا فيها كما عملوا في تركيا أيضاً، فوضعوا تلك الخبرات التي أخذوها عن الغرب في خدمة الدولة التي يعملون ضمنها، بحيث أنهم ظهر لهم جدوى، وقيمة، وأن عندهم خبرة وعلماً وتميزاً، وأنه لا أحد يمكن أن يسد مسدهم، أو يقوم مقامهم.
هذه هي الخطوة الأولى، أو الحركة الأولى وقد لا يتفطن لها كثير من الناس، لأن الدور الذي يقومون به غالباً لا يستطيع أن يقوم به العلماء ولا طلبة العلم ولا الدعاة، لأسباب: منها انشغالهم عنه، ومنها أنهم لم يمكنوا من الخبرات والدراسات التي مكن منها هؤلاء، فأصبح لديهم تميز، جعل كثيراً من الناس لا يكترثون بهذه الخطوة الأولى ولا يهتمون لها، بل بعض الناس كان يقول: (إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما!) إذا تركتم لنا المسجد والمدرسة، فاصنعوا ما شئتم، هكذا كان منطق كثير من المسلمين في تلك المرحلة.