العمل على نشر الانحلال والفساد

المرحلة الثانية: بعد ما تمكنوا وتغلغلوا وتأصلوا وتجذروا، بدءوا يضغطون للسير بسرعة أكبر في طريق الانحلال وطريق الفساد، وما عاد يكفيهم الجرعات التي كانت بالأمس يأخذونها برضى، أصبحوا يريدون سرعة أكثر، فإذا كانوا يسيرون بسرعة ستين ميلاً مثلاً، فالآن يريدون أن يسيروا بسرعة مائة وعشرين ميلاً، يريدون أن يضاعفوا السرعة، ويريدون من ذلك إحداث شيء من التخريب والتغريب الذي لم يألفه الناس، وهنا يسير معهم الحكام أيضاً مع وجود شيء من المخاوف.

في المرحلة الأولى كان حكام بني عثمان وغيرهم من الحكام هم الذين يقودون، والعلمانيون في ركابهم، أما في المرحلة الثانية فقد انعكست الآية، وأصبح العلمانيون هم الذين يقودون ويجرون إلى الفساد، وأصبح بنو عثمان وغيرهم من الحكام ممن مالئوهم وواطئوهم، يسيرون في ركابهم على شيء من التخوف، خاصة حين ننتقل إلى المرحلة الثالثة التي يبدءونها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015