بسط النفوذ ونشر الفكر

الأمر الأول: أنهم استغلوا الفرصة التي مكنوا منها بواسطة ثقة الحكومة التركية بهم، استغلوا ذلك في بسط النفوذ، ونشر الرذيلة، ونشر الفكر المنحل بين المسلمين، تحت ستار وجودهم ضمن إطار الحكومة، ولذلك ضعفت، حال الحكومة التركية حينئذ وغيرها من الحكومات التي تواطأت معهم، كحال أبي سفيان حين كان يقول: [[ما أمرت بها ولم تسؤني]] يرون نشر الرذيلة والانحلال ولا يمانعون في ذلك في حدود معينة على حد قول أبي سفيان: [[ما أمرت بها ولم تسؤني]] ليس بالضرورة أنه أمر مخطط أساساً، لكنه موافق عليه ضمناً.

الأمر الثاني: من الأمور التي كسبوها أيضاً كونهم كانوا في بداية الأمر مع الحكومة العثمانية، ضد العلماء وضد الأمة، فقد أفلحوا في تشويه صورة تلك الحكومة، وملء نفوس الناس عليها، وتمهيد نفوسهم للقضاء عليها، فإن الناس ضجوا، وبعد أن تغلغل العلمانيون في دولة بني عثمان أبغضها كثير من الناس، بل ربما أكثر الناس حتى المتدينون أبغضوها، لأنها أصبحت تحاربهم، والمفسدون أبغضوها لأنها لا تحقق لهم مآربهم، وهكذا تهيأت الظروف والفرص لإحداث نوع من التغيير الذي كان ينشده العلمانيون آنذاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015