سؤال يطرح نفسه: كيف تسللت العلمانية إلى بلاد المسلمين؟ وأتبع هذا السؤال بسؤال آخر: كم من بلد إسلامي سقط في أيدي الكفار؟ لقد سقطت ولا شك قلاع كبيرة من قلاع المسلمين بأيدي الكفرة من النصارى أو اليهود أو المشركين، سقطت الأندلس وقد كانت جنة للمسلمين، وسقطت فلسطين، وسقطت أفغانستان، سقطت بلاد كثيرة، وسقطت بلاد أخرى في أيدي الشيوعيين، لكن هذه البلاد تبقى محدودة معلومة، لكن حين نسأل: كم من بلد إسلامي سقط في أيدي المنافقين وفي أيدي العلمانيين؟ فإن هذا مما لا يأتي عليه الحصر، بل إن كثيراً من البلاد الإسلامية هي التي سقطت في أيدي المنافقين، وليس في أيدي الكفار، وذلك لأن المنافقين يعرفون كيف يحكمون القبضة، ويعرفون كيف يتسللون في الظلام، حيث يعمدون إلى مواقع التأثير حتى يؤثروا في البلاد الإسلامية، ويمسخوا تلك البلاد، وهذا يؤكد خطورة النفاق والمنافقين، حيث يجيدون السباحة في كل بحر، يجيدون العوم في كل بحر، ويلبسون أكثر من ثوب، ويتكلمون بأكثر من لغة، ويمثلون أكثر من دور، ويتقمصون أكثر من شخصية! له ألف وجهٍ بعد ما ضاع وجهه فلم تدر فيها أي وجه تصدِّقُ هذا شأن العلماني، قلب متقلب، ومن ثم فإنه يجب كشفهم وتعريتهم، قال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:4] .