إذا كان من البدهيات في حس كل مسلم ومسلمة أن خالق هذه الفطرة هو مُنَزِّل الأديان، هو مُنَزِّل القرآن، وهو الله تعالى؛ فمن الطبيعي أن نعلم يقينًا: أن هذا الدين وهذا القرآن لابد أن يكون موافقًا للفطرة؛ لأن خالق الإنسان هو منزل القرآن، فيستحيل أن يكون في دين الله، أو شرعه أمرٌ يعارض هذه الفطرة أو يخالفها؛ ولذلك قال الله عز وجل: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] فالخالق سبحانه هو أعلم بمن خلق؛ ولذلك أنزل الأديان الملائمة لهذه الفطرة التي فطر عليها الإنسان فما أنزل الدين للملائكة -مثلاً- ولا نزل الدين للشياطين! وإنما نزل للإنسان فكان الدين يعالج قضية الفطرة معالجة صحيحة.
والكلام في هذه النقطة يمكن أن يلخص في عدة أمور: