الوقفة الأخيرة في قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} [الذاريات:60] هذه الآية وعيد يؤكد أن العقاب الإلهي الذي نزل على الأمم السابقة، التي ذُكِرَت فيما مضى ينتظر كل من ساروا على الطريق نفسه، فكما أنهم اتفقوا في معارضة دعوة الأنبياء، وخاطبوا الأنبياء بعبارات واحدة ساحر أو مجنون، واتفقوا في الطغيان الذي أملى عليهم هذه المواقف، فكذلك العقوبة التي تنتظرهم واحدة، فلهم ذنوب مثل ذنوب أصحابهم، ولا يضير أنهم أمهلوا بعض الوقت حتى اغتروا، وقالوا أين العقاب، هانحن ممكنون معزون لم يصبنا شيء، استعجلوا العقوبة، فالله تعالى يقول: لا يستعجلون، فإن لهم ذنوباً وعقوبة مثل عقوبة من قبلهم، وويل لهم من يومهم الذي يوعدون، عقوبة دنيوية: مثل ما نزل بالأمم السابقة من الزلازل، والصيحات، والغرق، والطوفان وغير ذلك، وعقوبة أخروية: حينما يلقون الله تعالى.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم صلِّ على محمد وعلى أصحابه أجمعين.