Q ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {لا تجعلوا قبري عيداً} .
صلى الله عليه وسلم العيد هو ما يعتاد ويتكرر، وقد يكون العيد مكانياً كما في قوله {لا تجعلوا قبري عيداً} وقد يكون زمانياً كما في قوله صلى الله عليه وسلم: {هذان اليومان عيدنا أهل الإسلام} وقد يكون عبارة عن الزمان والمكان والهيئة والحال، كما في قولهم: {في يوم عيد يلعب السودان فيه بالدرك والحرب} .
والمعنى: أن الإنسان لا يشرع له أن يشد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعتاد ذلك في أوقات معلومة، كما يزور الكعبة المشرفة، وكما يزور المسجد النبوي، بل لا يجوز شد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد} فكل بقعة لا يجوز التعبد بشد الرحال إليها إلا هذه المساجد الثلاثة، لاحظ التعبير: لا يجوز التعبد بشد الرحال إلى بقعة إلا إلى هذه المساجد الثلاثة، لكن لو ارتحل الإنسان لطلب علم أو لتجارة، أو لزيارة مريض، فهذا باب آخر وكذلك قبر الرسول عليه الصلاة والسلام لا يجوز شد الرحال إليه، ولا اتخاذه عيداً يزار في أوقات مخصوصة معلومة، بل إذا ذهب الإنسان إلى المدينة، وزار المسجد النبوي وصلى فيه فإنه لا بأس أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه، ويسلم ويقول: السلام عليك يا رسول الله، والسلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا عمر.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.