حكم الانتساب إلى المذاهب الفقهية

Q ما حكم الانتساب إلى المذاهب الفقهية؟

صلى الله عليه وسلم مسالة أن يقول الإنسان: أنا حنبلي، أو مالكي، أو شافعي، أو حنفي، هذه من حيث الاسم قضية عادية، لأنها مجرد انتساب، ولكن الشيء المهم هو فهم الإنسان عن هذه المذاهب، فإذا كان الإنسان وينتسب إلى مذهب، ويأخذ ما في هذا المذهب من غير نظر ولا استدلال، وقد يعلم أن الحق ليس في هذا المذهب ويصر على مذهبه؛ فهذا تعصب مذهبي لا شك أنه محرم، لأن الواجب اتباع ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما إذا كان الإنسان نشأ في بيئة حنبلية أو شافعية، وأخذ هذا المذهب من خلال البيئة ودرسه في المدارس، لكنه بعد أن أخذ شيئاً من العلم، وبدأ يستطيع أن يفهم؛ عود نفسه على أنه كلما عرف الدليل في مسألة من المسائل؛ أخذ بهذا الدليل وإن كان مخالفاً لمذهبه، هذا في نظري لا بأس به.

وأحياناً يكون اتباع هذه المذاهب ضرورة لأن الإنسان لا يمكن أن يجتهد في هذه الأمور، أمامه الآلاف بل عشرات الآلاف من المسائل المشكلة، ولا يستطيع أن يجتهد فيها في يوم وليلة، بل إنه ربما يمضي عمره كله وهو ما استطاع أن يجتهد في كثير منها.

فهناك مرحلة وسط بين من يتعصبون للمذاهب، ويأخذ بالمذهب بقضه وقضيضه، ولا يقبل الخروج عنه قيد أنملة، حتى مع المعرفة بالدليل، وبين من يتشددون في الجهة الأخرى، فيعلنون حرباً على اتباع المذاهب أو الانتساب إليها، بل يصل الحال إلى أنهم يكفرون كل من ينتسب إلى مذهب من هذه المذاهب!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015