الصنف الأول: من أهل الصبر والتقوى، يقول تعالى: {لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24] {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [آل عمران:120] وهؤلاء هم الذين أنعم الله عليهم من أهل السعادة في الدنيا والآخرة، ممن صبروا على أقدار الله، وعلى طاعته، وعن معصيته، واتقوا الله تعالى فكفاهم شر ما يخافون في الدنيا والآخرة، قال قائلهم: قد عشت في الدهر أطواراً على طرق شتى وقاسيت منها اللين والشبعا كلاً بلوت فلا النعمى تبطرني ولا تخشعت من لأوائها جزعا لا يملأ الأمر صدري قبل موقعه ولا أضيق به ذرعاً إذا وقعا