أما القسم الثالث: فهم الذين لهم نوعٌ من التقوى بلا صبر، وهم الذين يصلون، ويتركون المحرمات، ويصومون ويزكون، لكن إذا أصيب أحدهم بمرض في بدنه أو في ماله أو في عرضه أو ابتلي بعدو يخيفه، فإنه يعظم جزعه ويظهر هلعه، وهذا حال أكثر الناس اليوم، فإن الواحد منهم إذا ابتلي ولو بشيء يسير في دينه أو في دنياه، ظهر عليه الخوف والتوتر والقلق، حتى أن منهم من يترك الصلاة مع الجماعة، ومنهم من لا يتعاطى الكتب، ومنهم من يبتعد عن الأشرطة، ومنهم من يترك صحبة الأخيار، ومنهم من يتجنب السلام على بعض أصدقائه أو زملائه خشية أن يصيبه من ذلك سوء.