ألا نعذب عذاب استئصال

الأمر السادس: أن الله تعالى وعد نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يعذب هذه الأمة عذاباً يستأصلها به عن آخرها، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص ورواه الترمذي عن خباب رضي الله عنه: {أن النبي سأل ربه ثلاثاً، فأعطاه اثنتين ومنها: ألا يعذب هذه الأمة أو ألا يهلك هذه الأمة بسنة بعامة} فهذه الأمة أمة محفوظة، أمة باقية، ختم الله عليها بخاتم البقاء إلى قيام الساعة، إلى آخر الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي موجودة: إذا مات فينا سيدٌ قام سيدٌ قؤول لما قال الكرام فعول إذا ما راية رفعت لحرب تلقاها عرابة باليمين فنحن أمة باقية، أمة ضاربة في مجاهل التاريخ، وباقية إلى آباد الزمان وأحقابه، وإلى أن يشاء الله عز وجل، وكلما فَرَط جيلٌ وذهب؛ خلفه جيلٌ آخر يحمل عنه الراية، ويجاهد عنه الجهاد ذاته، هذه الأمة: هي التي سوف تفتح بيت المقدس مرة أخرى -كما وعد الصادق المصدوق- وهي التي سوف تقاتل اليهود -كما في الصحيح أيضاً- وهي التي ستقتل الدجال، وهي التي ستفتح القسطنطينية مرة أخرى، كما فتحت أول مرة، بل هي التي سوف تفتح روما، كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي سوف تحقق الملاحم الكبرى وتقاتل الروم وتنتصر عليهم بإذن الله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015