الأمر الرابع: أن ذم الزمان وعيبه، فيه اتهام للآخرين، -بقدر ما فيه تزكية للنفس، ومدحٌ لها وثناء عليها- فهو يتهم الناس بالتردد والعيب والهلاك، ويهون من شأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو داء مهلك، ولهذا جاء في صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قال: هلك الناس فهو أهلكُهم} بالضم يعني: هو أكثرهم هلاكاً وانحرافاً وفساداً، وجاء في رواية: {فهو أهلكَهم} بالفتح، يعني: هو الذي تسبب في هلاكهم؛ لأنه قنطهم ويأسهم من رحمة الله تعالى، وجرهم إلى القعود وترك العمل.
وهذا محمولٌ على من قال: هلك الناس، على سبيل التيئيس والتقنيط، لا على سبيل الدعوة إلى العمل، والدعوة إلى العلم، والدعوة إلى الجهاد، والدعوة إلى الإصلاح.