أقول: كل أعمال الإنسان فرديها وجماعيها على مستوى الشعوب، وعلى مستوى الجماعات؛ الإنسان مسئول عنها كلها، بل حتى بعض الأشياء التي قد يبدو لأول وهلة أنها أمور قدرية ولا يد للإنسان فيها، فعند التأمل يبدو أن للإنسان دوراً كبيراً في حدوثها على سبيل المثال: الأمراض الوبائية التي تنتشر في كثير من الأحيان: لو تأملت؛ لوجدت أن سبب هذه الأمراض.
ربما كان الحروب المدمرة التي ألقت بكثير من الجثث على سطح الأرض، دون أن يمكن مواراتها في التراب، أو أن السبب في ذلك: تلوث البيئة بدخان المصانع، أو تلوث البحار بالمخلفات الصناعية وغيرها التي تلقى فيها، حتى ثقب الأوزون الذي يتكلم عنه العلماء، والذي يقولون: أنه يهدد الكرة الأرضية، وقد يكون سبباً في كثرة أو ارتفاع منسوب المياه، وفي تغيرات كثيرة، ويتحدثون عنه بشيء من المخاوف، حتى هذا الثقب -حين يتكلمون عنه- تشير كثير من الدراسات العلمية إلى مسئولية الدول الصناعية وغيرها، وإلى أن كثيراً من الأشياء التي يستخدمونها كانت سبباً لها.
إذاً: الشرع واضح وصريح في مسئولية الإنسان عن أفعاله، فردية كانت أو جماعية، على مستوى الشعوب أو على مستوى الحكومات.