إذاً: عيب الزمان ينبغي أن لا يكون سبباً في التستر على العيوب والأخطاء، والسكوت على ألوان التقصير التي نقع فيها، سواء كان هذا التقصير -تقصيرنا كأفراد- في القيام بالمسئوليات الفردية التي حملنا الله تعالى مثلاً: المسئولية تجاه الزوجة، أو الولد أو في العمل الوظيفي، أو الحكومي المسند إلى الإنسان، أو في واجب الدعوة والجهاد، أو في واجب التعلم، أو في واجب المناصرة لقضايا المسلمين، أو في أي واجب من الواجبات الفردية أو كان هذا التقصير على مستوى الجماعات الإسلامية، التي حملت على عاتقها أمر الجهاد، وأمر الدعوة إلى الله عز وجل، فكان حرياً بها أن تعد للأمر عدته بحسن التربية للأفراد، وحسن الإدارة والتنظيم، والقدرة على إقامة المؤسسات الإسلامية في المجالات الاقتصادية، وفي المجالات الدعوية، وفي المجالات الإعلامية، وفي المجالات الإدارية، وفي غيرها من المؤسسات التي تستطيع أن تستثمر إمكانيات المسلمين استثماراً صحيحاً، وتصل إلى عقولهم وقلوبهم، وتقارع وتواجه كل قوى الكفر والشر والطغيان والعداوة للإسلام أو كانت هذه المسئولية مسئولية الدول، التي نيط بها بناء شعوبها وإعدادهم إعداداً صحيحاً، وإقامة الاقتصاد النظيف القوي، البعيد عن هيمنة القوى الشرقية أو الغربية، وإقامة الجيوش التي لا تكون مهمتها إهدار كرامة الشعوب ولا تخويفها، وإنما مهمتها حماية الحصون والثغور، وحماية البلاد، وحماية مكاسب الأمة من أعداء الأمة الخارجيين كاليهود والنصارى والمنافقين والشيوعيين والعلمانيين وغيرهم وهكذا هي المسئوليات الكبيرة المنوطة بالأمة وبالجماعة وبالفرد؛ فلا يجوز أبداً أن نتهرب من الاعتراف بتقصيرنا وبخللنا وبإهمالنا وبغفلتنا، ونتعلل من ذلك كله بكلمة واحدة نلقيها، دون أن نحسب لها حساباً (الله المستعان! هذا زمان الغربة) !.