إن كثيرين قد أساءوا فَهْم هذه النصوص، وأصبحوا يرددونها بغير وعي منهم، ويسلكون بها طرائق أهل الجاهلية.
وهي أن الكثيرين يسوغون ما هم عليه من قعودٍ عن الدعوة والجهاد، ويكثرون من عيب الزمان وذمه، وينحون باللائمة على الأيام والليالي، معتمدين على هذه النصوص وعلى ما أشبهها وقد أكثر الأدباء والشعراء، بل وبعض المحدثين، وبعض الفقهاء من ذم الزمان وعيبه، قال محمد بن الحسين اللخمي: دهرنا دهر افتراقٍ ليس ذا دهر تلاقي قَلَّ من يلقاك إلا بسلام واعتناق فإذا وليت عنه بِنْتَ منه بطلاق وهذه الأبيات نقلها الإمام الخطابي، مستحسناً لها مقراً، ومثله -أيضاً- الإمام ابن حبان في كتابه نزهة العقلاء، فإنه نقل أبياتاً منها قول بعضهم: كنا على ظهرها والعيش ذو مهل والدهر يجمعنا والدار والوطن ففرق الدهر بالتصريف ألفتنا فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن كذلك الدهر لا يبقي على أحدٍ تأتي بأقداره الأيام والزمن