المعاصي والكبائر التي يعملها الإنسان

ثم إذا نجى الله سبحانه وتعالى الإنسان، وعصمه باتباع السنة من البدعة, هل يترك الشيطان الإنسان في المعركة، أم يسلك معه معركة ثالثة؟ ينتقل الشيطان من هذه المعركة الثانية إلى المعركة الثالثة، وهي معركة المعاصي والكبائر التي يعملها الإنسان, ومن منا يا إخواني اليوم لم يعمل المعاصي والكبائر؟ المعاصي والكبائر هي التي تلوث القلب، والتي تفسده, وهي التي تحبط الأعمال, والتي تزيد في ظلمة القلب, ويصبح القلب بعيداً عن الخير قريباً من الشر, وكل معصية يعصيها الإنسان مثل هذه (اللمبة) الكبيرة المكونة من أربعين (لمبة) هذه اللمبة الكبيرة هي مثل القلب, كل لمبة تُطفأ يزيد الظلام، إلى أن تنطفئ هذه اللمبة الكبيرة فيصبح هذا الضوء أسود.

فكذلك القلب كل معصية وكل كبيرة يعملها الإنسان تنكت نكتة سوداء، وتجعل بعدها نكتة سوداء, حتى يصبح القلب أسود من أثر هذه المعاصي والكبائر.

والشيطان له غرض من الإنسان بإدخال هذه المعاصي وهذه الكبائر.

ومن ضمن هذه المعاصي التي يعملها الإنسان، والتي ابتلى بها كثير من المسلمين -هداهم الله- والمعاصي والكبائر كثيرة، وليس هذا المجال مجال طرح لهذه الأشياء.

إنما من المعاصي التي تهاون بها المسلمون اليوم، هي التهاون بالصلاة, فالتهاون بالصلاة كبيرة من كبائر الذنوب, والشيطان له أربع حالات مع الإنسان في التهاون بالصلاة وترك الصلاة: الحالة الأولى: أن يصلي الإنسان في بيته -كما يحصل لبعض الناس- فيصلي الإنسان في بيته، وبذلك يخرج عن الأوامر التي أمر الله سبحانه وتعالى عباده أنهم يصلون في جماعة المسجد, والذي يصلي في بيته قد خرج عن الأوامر, ولكن هل يطلق على الإنسان الذي يصلي في بيته أنه كافر؟

صلى الله عليه وسلم نقول: لا, لا يطلق عليه أنه كافر, ولكن يطلق عليه أنه مرتكب لهذه الكبيرة من كبائر الذنوب.

الحالة الثانية: أن يصلي الإنسان أحياناً ويتركها أحياناً، سواء كان تهاوناً وكسلاً, أم كان جحوداً.

فالإنسان إذا تركها أحياناً وفعلها أحياناً -كما يحصل لبعض الناس- فإن هذه كبيرة أعظم من الكبيرة الأولى, ولكن الإنسان لا يوصف بالكفر ما لم يتركها بالكلية.

الحالة الثالثة: إذا ترك الإنسان الصلاة ولم يصلها, فهل هذا الإنسان يحكم عليه بالكفر أم لا؟ هو لا شك أنه أشد من المرحلتين السابقتين, ولكن لماذا يحكم على هذا الإنسان بأنه كافر؟ هل لأنه ترك الصلاة؟ نقول: يحكم عليه بأنه كافر؛ لأن أصل الإيمان الذي في قلبه مفقود، فإذا فقد أصل الإيمان حل بدله الكفر, ولذلك إذا ترك الإنسان الصلاة يحكم عليه بالكفر.

الحالة الرابعة: أن يترك الإنسان الصلاة، ويقول لا أصلي أبداً, وأعجب من هذه الحال أن يدعى الإنسان إلى الصلاة، بل تعصب عينا الإنسان، ويرفع السيف فوق رأسه، ويقال له: تصلي وإلا قتلناك! فيقول: لا أصلي أبداً! فهل هذا الإنسان يحكم عليه بأنه ارتكب معصية، كما في الحالة الأولى, أو أنه كافر بالله سبحانه وتعالى؟ لا شك أنه أشد هذه المراحل، وأنه يكون كافراً بالله سبحانه وتعالى, وهذا من عمل الشيطان ومن وسوسته.

ثم هل الإنسان إذا عمل هذا الشيء يتركه الشيطان؟ لا.

بل يزيد الشيطان من إغوائه، ولكن إذا تاب واستغفر الله سبحانه وتعالى من هذا تاب الله عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015