الحديث عن تزكية النفس, وعن تطهير النفس, وإجلاء النفس من المعاصي والخبائث الدغل الذي حل فيها وموطن العلم والعمل وجميع الأمور، موطنها هو هذا اللب وهذا القلب, الذي تتكون فيه جميع الأعمال، التي تنطلق من هذا الملك وهذا القلب.
هل يعمل الإنسان العمل أو يطلب العلم وقلبه غير نظيف؟
صلى الله عليه وسلم كلا.
هل يفعل الإنسان ويتعب نفسه ويعمل أعمالاً صالحة، ويقضي ليلاً ونهاراً في طلب العلم، والقلب أسود؟ لا يجتمع هذا.
بل لابد أن ينظف الإنسان قلبه من الأشياء التي حلت فيه, ولابد أن يزكي نفسه من الأشياء التي حلت فيها, إن الله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة:103] فأصبح أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم للصدقة من هؤلاء, أصبح فيها تطهير وتزكية.