يا شباب! باب الزواج مفتوح، فابحث عن بنت الحلال، واسمع هتاف أمك الكبيرة التي تريد أن ترى أطفالك قبل أن تموت.
أبني إني قد غدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحزان فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني كانت لها أمنيةً ريانةً يا حسنَ آمالٍ لها وأماني فعجل -أخي الشاب- بتحقيق أمنية أمك قبل أن تموت وفي قلبها حسرة، ولوعة ولهفة وعتاب! أفتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! إن الذي يفعله المتزوج مع فتاته وحليلته أضعاف أضعاف لذة الزاني مع فاجرته، وهذا يتزوج فيضع عقود الكهرباء في الشارع، ويطبع البطاقات، ويهنئه الناس في كل مكان، وذاك يتستر ويستخفي من كل أحد! إنه يعرف أنه يرتكب إثماً وحوباً كبيراً، ولكنه إن استخفى من الناس لا يمكن أن يستخفي من الله عز وجل: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود:5] حتى وأنت في فراشك، وفي مخدعك، حتى وأنت ملتف بثوبك إنه يعلم ما يسرون وما يعلنون.
يا شباب! إن كان لا بد من السفر فليكن إلى مباح، وإن كان لا بد من الرفقة فليكونوا أهل خير وصلاح وفلاح، وإياك أن تضيع قرشاً أو ريالاً جمعته بسبيل أو بآخر؛ في حضن فاجرةٍ تأخذ مالك وتعطيك بدلاً منه الإيدز والسيلان والزهري والقروح، أو تهديك مرضاً جديداً اسمه (مرض الحب) ويا قبح ذلك المرض! يا شباب! ربما تعلمون من المفاسد والمنكرات ما لا نعلم، وربما تدركون من طرق الغواية ما لا يدركه غيركم، وربما تعرفون من أسباب الانحراف في مجتمعنا ما لا يعرفه الغافلون، فلماذا لا تكفرون عن بعض تلك الذنوب بمواصلة أهل الدعوة والصلاح والإصلاح، ومراسلتهم ومحادثتهم، وبيان تلك المخاطر لهم! وكشف المنكرات التي لا يعرفون، فهذا مسلسل فاسد يجب أن يتحدث عنه، وهذا شريط ماجن يجب أن يفضح، وهذا بيت مشبوه! وهذا حي يكثر رواده المغرضون! وهذا إنسان تدور حوله الشبهات! وهذه الأشياء ربما تعرفها، أو تسمعها من زملائك أو جلسائك، فلماذا لا تقوم بإنكار المنكر، لعل الله تعالى أن يرحمك، أو يكفر بعض ذنوبك بأمر قمت به بمعروف، أو نهي قمت به عن منكر.