مرض أخطر من الإيدز

أما المرض الجديد والذي يعتبر الإيدز بالنسبة له موضة قديمة كما يقال، فهو مرض يسمى اليوم: مرض الحب، نعم.

مرض الحب، هكذا سماه الأطباء الذين اكتشفوه! إنه أشد افتراساً وأعظم وطأة من الإيدز.

يقول أحد الأطباء: إن الإيدز مقارنة بهذا المرض الجديد يبدو كما لو كان مجرد جولة في أحد المنتزهات العامة، لا تضر شيئاً! بعد ستة أشهر من استلام الجسم لهذا الفيروس العجيب -لمرض الحب- يمتلئ جسم المريض بأكمله بالبثور والقروح والجروح، ولا يبقى فيه رقعة، مهما كانت صغيرة إلا وفيها قروح وتقيحات، ويستمر المريض في النزيف إلى أن يموت أو هو يئن تحن وطأة آلام مبرحة، لا طاقة له بها ولا قبل.

إنها عقوبة الله جل وعلا: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] وإذا تغلل هذا الجرثوم في جسم الإنسان فإن العلوم الطبية كلها تقف عاجزةً تماماً بإزائه، ومما يجعله خطيراً أكثر أنه يختفي ويكمن في الجسم طويلاً -ستة أشهر- وهذه تعتبر فترة حضانة لهذا الجرثوم، ثم أتدري متى ينقض؟ ومتى يغرس أنيابه في الجسد؟ ومتى يظهر قوته؟ ومتى يصرع ضحيته؟ فلاحظ حكمة الحكيم العليم، وانتقامه جل وعلا.

إن هذا الجرثوم لا يظهر ويقوى، إلا في لحظة التهيج الجنسي فإذا تهيج الجسم عند ممارسة الرذيلة والحرام، تهب الحياة في هذا الفيروس المختفي في الحضانة، ثم ينقض على الجسم، فهذه ناحية.

الناحية الأخرى: إذا كان مرض الإيدز ينتشر بسبب الممارسة الجنسية الخاطئة، أو الشذوذ الجنسي كاللواط، أو نحوه، فإن هذا المرض الجديد لا يحتاج إلى كل ذلك.

إن مجرد قبلة أو احتضان حرام، أو حتى تشبيك الأيدي، يمكن أن يؤدي إلى ثوران الهرمونات الجنسية، التي تنشط فيروس الحب، فينقض على فريسته.

نعم! بالأمس عاقب الله تعالى الذين يمارسون الشذوذ أو المعصية، واليوم يعاقب ربنا جل وعلا حتى أولئك الذين يهمون بالممارسة، أو يبدءون الخطوة الأولى بقبلة أو ضمة أو احتضان، أو حتى ما هو أقل من ذلك.

وعلى رغم حداثة هذا الاكتشاف، فقد استضافه ما يزيد على أحد عشر قطراً في العالم، أي: أن هذا المرض انتشر في أكثر من عشر دول في العالم، وضحاياه اليوم بالعشرات، والمتوقع أن ينتقل بسرعة هائلة إلى أماكن كثيرة.

إنها عقوبات الله تعالى تنتظر المصرين على المعصية، قال الله عز وجل: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات:39-40] .

نعم! يتحدى الأطباء، ومراكز العلم، وأماكن الاختبار، وكل وسائل التطبيب والعلاج على رغم تقدمها يتحداها: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات:39-40] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، الذين مضوا من قبلهم} .

فلقد أعلن أولئك بالفواحش، وعن بيوت الدعارة وأماكن الرذيلة، وسموها أماكن ممارسة الحب، وفرضوا عليها الضرائب، وجعلوا لها وقايات طبية وصحية، وإشرافاً، ولكن ما ينفعهم هذا وقد نزل بهم عقاب الله تعالى.

أيها الأخ الكريم: أتدري أنني قرأت تقريراً سرياً عن بلد ما أن ضحايا الإيدز فيه يزيدون على خمسمائة ضحية؟! ومع الأسف أنه بلد من البلدان العربية الإسلامية.

أتدري أن كثيراً من أولئك الضحايا لا يظهر عددهم، ولا يتحدث عنهم لغرض أو لآخر؟! وأن هذا المرض لا يجامل أحداً قط أبداً، بل ينتشر بين العربي وغيره، والمسلم والكافر، وكل أحد يتعرض لأسبابه فإنه قد يقع ضحيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015